هي من الممثلات اللواتي ناضلنَ في سبيل تقديم دراما لبنانية قيّمة لسنوات طويلة، وهي أيضاً التي تركت بصمتها الخاصة في الأعمال السورية والأعمال المصرية، والأعمال المشتركة التي شاركت فيها.
وعلى الرغم من أن إسمها يعني الأسد، إلا أنها تبقى الوردة التي يفوح عطرها في كل مكان تحضر فيه، بأناقتها المعهودة وكلامها الجميل، راقية دائماً في تعاملها مع الآخرين، ونشتاق دوماً إلى أعمال جديدة تشارك فيها، رغم عدم غيابها عنا لفترة طويلة، ولكننا نحبها، ونحب تمثيلها كثيراً، فهي نجمة يصعب نسيانها.
إنها الممثلة ورد الخال، التي رافقنا نجاحاتها الكبيرة في الأعمال التي شاركت فيها، نذكر من مسلسلاتها "للموت 3"، "قارئة الفنجان"، "الشك"، "هند خانم"، "أسود"، ثورة الفلاحين"، "مدرسة الحب"، "عشق النساء"، "نكدب لو قلنا مابنحبش" و"الأرملة والشيطان".
موقع "الفن" إلتقى ورد الخال، وكان لنا معها هذا الحوار، الذي تحدثنا خلاله عن بعض الأمور التي تزعجها في الفن والتمثيل، وكشفت لنا رأيها في المسلسلات التركية المعربة، وردت على الهجوم الذي تعرضت له بعد إستنكارها الأحداث المأساوية التي حصلت في رفــ ـح، كما تحدثت عن ذكرياتها مع والدتها الشاعرة والفنانة التكشيلية مها بيرقدار الخال، وعلقت على رحيل الممثل فؤاد شرف الدين، وردت على إشادة الممثلة إلسي فرنيني بأدائها.
منذ فترة وأنتِ تعبرين عن إنزعاجكِ من الكثير من الأمور في المجتمع والسياسة والفن، ما الذي يزعجكِ في الفن تحديداً؟
يزعجني الإنحطاط الذي وصلنا إليه في الفن، وكيف يقاربون الأمور، يعني إذا كانت هناك فتاة لديها ملايين المتابعين على موقع التواصل الإجتماعي، يطلبونها لبطولة مسلسل، هذه مشكلة من مشاكل كثيرة.
ولكن هناك طلباً دائماً على الوجوه الجديدة.
صحيح، الوجوه الجديدة مطلوبة، ولكن هناك دراما أساسية تطرح مواضيع فيها نضج، والوجوه الجديدة لا تستطيع أن تقدم هذه الدراما، لأن هذه الوجوه مواضيعها معروفة، عن الحب والقصص العاطفية، ولكن إن أردنا مواضيع الدراما، التي من خلالها نريد أن نتشبه بغيرنا، وبالتطور الذي وصلوا إليه بالأفكار والمواضيع، هل يكون نجوم هذه الدراما وجوه جديدة؟ هذه الدراما تتطلب ممثلين في العقدين الرابع والخامس من العمر.
ما رأيكِ بالمسلسلات التركية المعربة؟
لست ضدها، الإنتاج المحلي قليل، وإن كان رزق الممثل خارج بلده، فليشارك في هذه المسلسلات. أنا أحب أن أشارك فيها، ليس فقط من أجل المال، بل لأنها تجربة جديدة خارج لبنان، فكما عملنا في سوريا ومصر، نحب أن نعمل في تركيا، لنرى كيف يعمل المخرجون الأتراك، وروح العمل لدى الأتراك.
من قصدتِ بقولكِ: "في ناس حتى بالوجع عينهن ضيقة"؟
عندما تحدثت عما حصلفي رفــ ـح، علق البعض بـ"لدينا هنا سوريون يتعرضون للضرب من قبل الناس"، أليست والدتي سورية؟
لا تنسي أن جنوب لبنان يتعرض أيضاً للقصف، ربما الذين إنتقدوكِ كانوا يريدونكِ أن تذكري الجنوب.
كذلك هناك قصف في السودان، أنا أعلم بكل ما يحصل، ولكني قصدت بكلامي رفــ ـح فقط، ما رأيناه هز الكرة الأرضية كلها، فتوقفت عنده، هناك من يلومنا دائماً أننا لا نتكلم عن غــز ة، وها قد تكلمت، وأنا لا أمنّن أحداً، كما أنه ليس من حق أحد أن يحاسبنا على أننا أحياء ويجب أن نموت، كل الوقت هناك أشخاص يُقتلون في كل العالم، والحياة تستمر.
ماذا تقولين لوالدتكِ الشاعرة والفنانة التشكيلية مها بيرقدار الخال بمناسبة توقيعها كتابها الجديد "حكايا العراء المرعب"، وما الذي تذكرينه من طفولتكِ معها؟
أبارك لوالدتي بكتابها الجديد، وأنا سعيدة جداً بهذا النشاط الذي تقوم به بعد ركود طويل جداً، لأن الأوضاع العامة في السنوات الأخيرة، أطفأت كل نفس لأي أمر إبداعي، خصوصاً لدى الكتّاب والرسامين، هم بحاجة إلى فكر صافٍ ليعطوا، حتى أنهم يخلقون شيئاً من الألم، لكن هناك أوضاعاً تؤثر سلباً، منها أن والدتي تعبت صحياً، تقاعست قليلاً عن الرسم، والكتابة هي أسهل بالنسبة لها، لذلك شجعناها على أن تكتب هذا الكتاب عن مذكراتها.
هناك صور كثيرة مطبوعة في رأسي من طفولتي وحتى عمر المراهقة، يوسف وأنا نذكر مراهقتنا، وكنا نشارك والدتنا كل شيء، والهم الذي حملته لتستمر في الحياة، وكيف إتكلت على عملها لتربينا وتعلمنا، نحن واكبناها في تلك الفترة، ورأيناها تعمل وتنتج، ورأينا نجاحاتها في معارض لوحاتها وأمسياتها الشعرية.
ماذا خسرنا برحيل الممثل اللبناني فؤاد شرف الدين مؤخراً؟
رحيله ورحيل الفنانين الكبار يوجع القلب، فهم إجتهدوا وصنعوا أسماء كبيرة في كل مجال فني عملوا فيه، وهم يرحلون من دون أن يذكر فضلهم، هناك قلة إهتمام بهؤلاء المبدعين والفنانين في بلدنا، أصلاً ليس هناك إهتمام بشيء في هذا البلد، نحن ندعو السواح والمغتربين اللبنانيين ليمضوا صيفاً جميلاً في لبنان، وفي نفس الوقت نخاف أن نخسرهم بسبب الحفر الموجودة على أوتوسترادات لبنان، فهؤلاء يأتون إلى لبنان ليمضوا أجمل الأوقات، وخلال توجههم إلى مكان معيّن، يتعثرون بمئات الحفر، هذه أوتوسترادات دولية ليس عليها إضاءة؟ نحن غريبون.
الممثلة إلسي فرنيني قالت عنكِ في مقابلتها مع رئيسة التحرير هلا المر: "ما فيكي ما تحبيها بالكوميديا، وبأدوار التراجيديا بتاخد المشاهد للآخر"، ماذا تقولين لها؟
أفتخر بهذه الشهادة من الممثلة المخضرمة إلسي فرنيني، أشكرها، وأتمنى أن أبقى دائماً عند حسن ظن كل من يقول عني كلاماً جميلاً. إلسي فرنيني كانت نجمة، وجميلة الشاشة، وهي رائعة، ومنذ طفولتي أذكر وجهها الجميل على الشاشة، فهي وأمثالها من صنعوا الدراما في الوطن العربي قبل كل البلدان العربية.
شقيقكِ يوسف منحكِ لقب "أسد الدراما العربية"، ما هو اللقب الذي تطلقينه عليه؟
أسد هو معنى إسمي ورد، وأنا أشكره، وهو يستحق لقبه "شيخ الدراما".
هل من أعمال جديدة تحضرين لها؟
(أجابت ممازحة) الفيلم الذي صورته مع براد بيت ونيكول كيدمان سيعرض قريباً، وموضوع الفيلم هو أن نيكول كيدمان وأنا ندخل في صراع للوصول إلى قلب براد بيت.